ثورة الرغيف السوداني

ثورة الرغيف السوداني

  • ثورة الرغيف السوداني

اخرى قبل 5 سنة

ثورة الرغيف السوداني

بقلم - يحيى الشبرقي

أن يبحث السوداني عن رغيف الخبز! فهذه العجيبة الثامنة! بعد عجائب الدنيا السبع! التي لا يصدقها عقل، ولا تمر على منطق، في بلدٍ تعلمنا، وعرفنا، منذ الصغر، أنه يستطيع أن يُغذي الشرق الأوسط بكامله، وليس السودان بمفرده، ما الذي يحدث؟ وماذا يصير!! وماذا بقى لك يالبشير أن تقوله!!!

في السودان 41 مليون فدان من الأراضي الزراعية، منها 2 مليون فدان على ضفاف النيل، وفِي السودان نيلان، وليس نيلاً واحداً، ناهيكم عن أمطار الخريف، والربيع، وما بقي من السنة.

وفِي السودان النفط والذهب، الذي تهافت عليه المستثمرون مؤخراً، والنحاس، والحديد ووووالخ، فأين ذهبت هذه الخيرات؟ التي لم تستطع أن تؤكِّل 10 ملايين سوداني، هم الباقون على أرضه، بحكم أن أكثر من 20 مليوناً مهاجرين خارج السودان، في مصر وحدها منهم 7-9 ملايين، كنا ولا زلنا بحكم طبيعتنا، نتعاطف مع البشير، لكن أن يصل الأمر إلى رغيف الخبز، فهذا أمر غير معقول، للبلد الذي ننتظر منه، أن يُصدِّر فوائض قمحه، وذرته، وفوله، وخضراواته، وفواكهه وأعلافه ومواشيه وووووالخ إلى دول الشرق الأوسط على أقل تقدير، فَلَو أن الشعب احتج على غلاء الدواء، أو قطع الغيار، أو ما في مستواها، لكان الأمر معقولاً، ولكن أن يأنّ، ويصرخ، ويخرج في الشوارع يبحث عن رغيف أرضه!!! فهذا ما لا يعقل أن يكون وصلت له الحالة من التردي، حكم البشير، كإمبراطور من أباطرة العصور الوسطى، 30 عاماً فماذا قدم خلالها ؟ وماذا أنجز ؟وهل ارتقى الوطن بأبسط المقاييس؟ أم تراجع لما قبل ال 30 عاماً؟

والواقع يقول بل تراجع إلى أبعد من هذا!!! ويكفي أن تلاحظ شبكة الاتصالات، أو خطوط الكهرباء، أو الشوارع، والمدارس، والمصحات، وغيرها مما يجعلك تقول: لو أن الذي تسلم البلد كل هذه العقود، عامل صغير، أو فلاح بسيط، لكان قد حقق الكثير، والأدهى والأمَر أنه لا يزال يناضل من أجل الاستمرار!!!! هذا نموذج، من نماذج ابتليت الشعوب العربية بها، لم تحقق لشعوبها سوى السُّل، والطاعون، والجعجعة، والهجرة في كل أرض طلباً للرغيف، هذا هو حكم العسكر!! الذي حقق لنا من التخلف، والتخليف، والجهل، ما لم يحققه العصملي الكريه، ولا الغرب المستعمر، بل أجزم أنه تجاوزهم، فهل تفيق هذه الشعوب من سباتها، وتعيدهم إلى ثكناتهم، وتدفن معهم 70 عاماً، من الفساد، والفقر، والتخلف، والتردي، والتراجع في كل جانب، بدءًا من عبدالناصر، وانتهاء بعلي صالح، وتعطي زمام أمورها للعقول المدنية، بدلاً من العجول العسكرية.

*مستشار إعلامي

 

التعليقات على خبر: ثورة الرغيف السوداني

حمل التطبيق الأن